موقع الناشطة سحر العسلي يرحب بأهدأتكم نستقبل أهدأتكم كل يوم الساعة التاسعة صباحآ على الوتس اب 00962797451117
أخر الاخبار

الأربعاء، 17 ديسمبر 2014

موجوع عليك يا وطن


كثيرة هي أوجاعنا.. وقد تمتد بامتداد سنين أعمارنا.. ولكنها عندما تكون بحجم الوطن فأننا نبوح باليسير منها.. والجزء الأكبر قد نختزله داخل صدورنا.. فينفجر لاحقا عبر تراكم الألم ومرور السنين على شكل أمراض نفسية وعضوية ربما في وسواس ” تقاعدي مُبكر”.. أو اكتئاب "مركزي” أو جلطات وارتفاع لضغط الدم والسكر وغيره من أمراض "الحسرة” على الوطن ! ولست الا أحد "الموجوعين” حتى النخاع على الوطن، وهناك العشرات ان لم يكن المئات .. مثلي مثل الكثيرين في كل مكان يؤلمهم حال وطنهم.. ولكن الأوجاع قد تختلف باختلاف أشكالها وألوانها .. ودرجة ألمها!!!

فقد يكون وجع أحدهم عن الوطن متمثلاً في تذبذب وتضخم سعر الأراضي والعقارات والأبراج والصناعية.. والأسهم، فهذا همّه وربما .. رزقه! ففي حين قد يصارع أحدهم "السنوات العجاف” للحصول على أرض وقرض للسكن في الوقت الذي يُصارع فيه أحدهم أمثاله "الهوامير” في تطاول الأبراج وعضوية مجالس ادارات "الشركات المساهمة”! وربما تألم أخر لخدمات التعليم والصحة.. فيراها قضية شعب وجيل.. لا وزير عابر لكرسي ولا طالب منتقل لمرحلة أخرى! في حين قد يبكي أخر على زهور شبابية "تبتلعها” شوارع ما زالت تُعبد وتُرصف منذ عشرات السنين بقرارات عشوائية قد يُحسم أمرها مع الألفية الرابعة! وفي الوقت الذي يعتصر فيه أخر من "الوجع” على ارتفاع سعر كرتون البيض والدجاج والخضار والفواكه.. … قد تجد فيه أخراً يكاد أن "ينجلط” من الفساد الاداري والمالي في مؤسسات الدولة.. دون مستمع لأنينه! فكُلٍ يتألم على وطنه حسب وجعه!

أصبحنا نتخبط يُمنةً ويُسرةً بين تقلب الأراء والأهواء وتذبذب الأعلام بين مقال يُمنع في اعلامٍ "حُر” وأخر يُنشر في ربيعٍ "تويتري” مُراقب .. وبين استنكار لهذا وتنديد لذاك .. وبين ردّ هذه الوزارة ودفاع تلك المؤسسة.. وبين حُب المواطن للوطن.. زاد وجع الوطن والمواطن!

تذهب لمشفى وأنت في قمة "وجعك” ولا تجد سريرا لتلقي العلاج عليه، وان وجدت لا تحصل على العلاج الفوري فهناك قائمة طويلة سبقتك في التشخيص والدخول والدواء والأشعة وغيره وتتذكر فجأة أن أحد اقاربك قد توفي وهو في انتظار دوره في العملية الجراحية المقررة له! فتسافر ل”بانكوك” بناء على أتصال بصديق، فتعالج "وجعك” خلال أيام معدودة وتعود قرير العين الى وطنك.. ويا غربتي فيك يا وطني!

تتقدم بطلب للحصول على أرض سكنية وتمر عليك السنوات ويكبر الأبناء وما زلت في قائمة الانتظار وتسكن بالإيجار.. وتقابل صدفة أحد معارفك في عزاء فلان فتشكي له الحال… فيرأف لحالك وبمكالمة واحدة تحصل على الأرض والقرض.. ما اروع فزعتك يا وطني!

تذهب بابنك الى أحدى المستقلات فلا تُرضيك سطحية المنهج التعليمي.. وعدم استقرار المدرسة الاداري والمنهجي وصراعه الأكاديمي .. فتُلحقه بإحدى المدارس الخاصة فتنصدم بأسعارهم التجارية التصاعدية…. وما زلت تحلم بهطول المطر!

تتقدم ومجموعة من زملاءك بمشروعك التنموي لعدداً من المؤسسات لدعمه ماليا تحت رعايتهم لما فيه من اضافة تطويرية للمجتمع، فتفاجأ برفضهم وعدم تعاونهم لعدة أسباب مختلفة .. ثم تتلقى دعوة VIP لتدشين مشروعك من قبل احدى الشركات والتي رفضت مشروعك مسبقا.. موقعةً من قبل أحدهم من ذوي "العيون الزرق”! يا لجمال "عيونك” يا وطني.. !

يتخرج شقيقك المهندس( هندسة اتصالات ) من أحدى الجامعات الاردنية ويبدأ دوامة البحث عن وظيفة منذ شهور دون جدوى!ومن ثم يتدرب لست شهور براتب 190 دينار في احدى شركات الاتصالات الكبرى في الاردن وفي احدى اجتماعات العمل يتم طرح موضوع "بطالة الشباب الُمتعلم” أثناء الاستراحة فتعرض مشكلة شقيقك المهندس، فيُدهشك زميلك الأمريكي "بواسطته” وفزعته وعرضه الفوري لتوظيف شقيقك في شركته، عفوا اقصد الشركة التي يعمل بها..! ويا غربتي فيك يا وطني!
المقال قد يطول.. والحكايا قد تتعدد وتتنوع.. والأوجاع قد تتحول لجروح غائرة تنزف قهراً .. وقد تتعمق الآلام فتُدمي القلوب .. فنجد أنفسنا كمواطنين منقسمين بين المشاهدة والمشاركة والصمت.. بين الحراك العجيب الغريب بين المصلحين في الصالح العام وبين "حفنة من المصلحجية” المساهمين في نخر "وجع الوطن”! وبين راكبي موجة الحراك الاعلامي في اثارة فتن "فرق تسد” و”نشر الغسيل”.. وبين لابسي الحق بالباطل وبين من خلع الحق وضيّع القيّم.. وقلب الموازيين!

ويسكت قلمي عن الكلام المباح… حتى لا يزيد وجعي .. عليك يا قرة عيني.. يا وطني!









مواضيع مشابهة :

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

اخبار ثقافية

اخبار من هون وهناك

اخبار المبادارات

قصة نجاح

مناطق سياحية

مناسباتكم

مطبخك

الاسرة

جميع الحقوق محفوظة ©2013