تشرف خربة الضريح من على ربوة تتعلق بالمتن الشرقي لوادي اللعبان المتفرع من وادي الحسا الذي يصعد باتجاه الجنوب ويحاذي الطريق الملوكي الذي يوصل إلى مدينة الطفيلة في جنوب الأردن. ومن على ربوتها العالية يمكن مشاهدة معبدها النبطي القديم الذي تناثرت أعمدته بين أنقاض الركام. كما يُرى فيها أيضا حنيات الأقواس ورؤوس الأعمدة المزخرفة بالنقش الكرنثولي الجميل تتناثر بين مساكن الخربة القديمة. وفيها أيضا معبد نبطي قديم لم يتبق منه إلا عدد بسيط من قواعد الأعمدة التي تصطف على جدران المعبد المبني من حجارة ضخمة مستطيلة الشكل يتوسطها مذبح نبطي.
ولخربة الضريح قيمتها الأثرية التي تؤرّخ لأكثر من ألفي عام، حيث بناها الانباط على طراز الفن المعماري النبطي القديم مع ادخال بعض أنواع الفن المعماري التي اكتسبوها من اليونان والرومان.
وتعد خربة الضريح احدى الكنوز الاثرية التي تجسد الفن المعماري النبطي الذي تميز به الانباط عن باقي الحضارات الاخرى. وتشاهَد في الجهة الجنوبية من المعبد ، والتي تفضي إليه ساحة وممرات خارجة من فناء المعبد ، العديد من الغرف السكنية مختلفة الأحجام تتوسطها الساحات المرصوفة بحجارة منمقة البناء. وفي الجانب الشمالي توجد غرف كبيرة مستطيلة الشكل يظهر أنها استخدمت حمامات ساخنة تم تزويدها بالماء من خلال قنوات حجرية تصل إلى منابع الماء من وادي اللعبان ويتم تجميعها في برك مياه كبيرة مبنية من الحجارة الضخمة ما زالت آثارها باقية لغاية الآن. وتلاحظ أيضا بقايا أنقاض الأفران الفخارية التي كان يتم فيها تسخين المياه ومن ثم تنقلها قنوات فخارية تمتد تحت أرضيات الغرف المبلطة بالحجارة الملساء وتستخدم كحمامات ساخنة.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق