الأجواء الآن عاصفة وباردة، ولكن ذلك لم يمنع لين من التسوق فهي تحتاج لشراء الملابس لحضور مناسبة عائلية، وعبر هاتفها الذكي دخلت لين الى السوق الالكتروني فاستقبلتها موظفة المبيعات وعرضت عليها بعض الملابس وقامت بتجربتها على الافاتار الخاص بها، وقامت باختيار فستان وحذاء بسعر 100 دولار، وقبل الشراء قامت لين بعملية مسح سريعة لتكتشف أنها تستطيع شراء نفس الفستان والحذاء من محل آخر بـ60 دولارا، لذا قبلت الموظفة أن تقلل السعر لها.
ونفذت لين عملية الشراء بسهولة تامة عبر الإنترنت وهي تتوقع أن تتسلم الملابس في وقت ما بعد الظهر أمام منزلها. وهذا ليس سيناريو من فيلم خيال علمي، بل هو أمر سنعيشه خلال السنوات القليلة المقبلة، فالتسوق عبر الإنترنت أصبح أمرا رائجا ومنتشرا بكثافة بين الناس في مختلف أنحاء العالم، ويعكف العلماء على تطوير عملية التسوق عبر الإنترنت ليصبح أسهل من أي وقت مضى.
ولم يعد خافيا على أحد اليوم مدى توغل التكنولوجيا في مناحي الحياة اليومية كافة التي يعيشها المرء والذي سهل عليه القيام بالعديد من المهام اليومية بكبسة زر واحدة، سواء للتسوق أو القيام بتسديد الفواتير أو إتمام المعاملات البنكية المختلفة، الأمر الذي جعل المرء لا يحتاج إلى الخروج من منزله، وهذا النمط من الحياة سيتطور لدرجة سيخلق لدينا نمطا جديدا من المجتمعات كما يتوقع العديد من خبراء التكنولوجيا العالميين، كما أفاد موقع "هارفرد بزنس ريفيو".
ففي القريب العاجل على سبيل المثال، ستكون الثلاجة المنزلية مسؤولة عن القيام بضبط المشتريات المنزلية من الخضار واللحوم، فمن خلال الشاشة الافتراضية الموجودة على باب الثلاجة والتكنولوجيا المتطورة، ستدرك الثلاجة الذكية النواقص بداخلها وتقوم بتسجيلها على الشاشة وربما ترسل تلك النواقص إلى صاحب المنزل الذي بدوره يوافق على إتمام عملية الشراء والدفع لتقوم الشركات المتخصصة بإيصال المشتريات إلى باب المنزل.
ولن يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ إذ سيأخذ التواصل الاجتماعي بين البشر منحى مختلفا، وهو أمر أصبحنا نلمسه منذ وقت قريب، وتحديدا منذ أن بدأنا باستخدام الهواتف الذكية واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"تويتر" و"انستغرام".
وسيتواصل الناس وأفراد العائلة معا عبر الوسائل التكنولوجية وباستخدام مكالمات الفيديو، الأمر الذي سيقرب البعيد ويبعد القريب بشكل ملموس.
والأمر سيتطور أكثر ببدء تطبيق مبدأ المدن الذكية، حسب ما يشير الخبير التكنولوجي مارتن باول على موقع "infrastructure-intelligence"، والذي سيجعل الناس يستغنون تماما من التحدث معا؛ إذ ستصبح محطات القطارات والباصات والمترو كلها ذكية وتعمل بأنظمة الشاشات المرئية التي ستسهل على الناس الوصول إلى أينما يريدون وبسرعة قياسية.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق